تشهد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة، لكنها تحمل مخاطر كبيرة عند استخدامها لأغراض ضارة. تتناول هذه المقالة قضية خطيرة تتمثل في استخدام روبوتات التزييف العميق (Deepfake) لتحويل صور نساء عاديات إلى صور عارية دون موافقتهن. نستعرض آلية عمل هذه التقنيات، والمخاطر النفسية والاجتماعية الناتجة عنها، ودور القوانين والحملات التوعوية في مواجهة هذا الانتهاك الصارخ للخصوصية. تهدف المقالة إلى توعية القراء بخطورة هذه الظاهرة وضرورة إيجاد حلول تقنية وقانونية للحد من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
تم إنتاج 100,000 صورة إباحية مزيفة (وهذه فقط الصور المنشورة علنًا على الإنترنت) باستخدام برامج التزييف العميق.
يكفي هذا البرنامج صورة عادية لتحويلها إلى صورة عارية، مما تسبب في إيذاء عشرات الآلاف من النساء عبر تحويل صورهن العادية إلى صور عارية دون إذن.
جميع الضحايا نساء، جُلبت صورهن من مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبيتهن من المشاهير والمؤثرين. بعض هذه الصور كانت بملابس السباحة، مما يسهل على البرمجية تعديلها لتبدو صورًا عارية واقعية.
تقنية التزييف العميق ليست جديدة، وهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتزوير الصور والفيديوهات بسرعة. في البداية، كانت هذه التقنية مقتصرة على المطورين المحترفين، كما في أفلام هوليوود، ثم أصبحت متاحة كخدمات مدفوعة، مثل إضافة وجه شخص إلى فيديو أو العكس.
على سبيل المثال، قمت بتصوير مقطع فيديو وأضفت وجه الممثل المشهور دواين جونسون بدلاً من وجهي، مع تعديل الصوت.
تجنبت دائمًا نشر برمجيات التزييف العميق المجانية خوفًا من إساءة استخدامها. يمكن أن تُستخدم هذه الأدوات لابتزاز النساء عبر تحويل صورهن إلى صور عارية، وهو أمر يصعب تصديقه في بعض المجتمعات العربية كونه تزييفًا.
مع ذلك، تنتشر هذه التقنية بسرعة، وأتوقع أن تصبح متاحة للجميع بحلول الربع الأول من عام 2021.
معلومات عامة
تُستخدم الصور العارية كسلاح على الإنترنت لابتزاز الضحايا وتهديدهم وإذلالهم. منصات مثل تويتر تسمح بنشر مواد إباحية، مما يصعب السيطرة على هذه الظاهرة.
منذ بداية الإنترنت، ظهرت برمجيات تعديل الصور والفيديوهات، مثل برامج أدوبي (فوتوشوب). يشبه التزييف العميق الفوتوشوب لكنه أسرع وأدق بكثير، مما يجعله من أخطر التقنيات حاليًا.
الخطر الأكبر أن هذه التقنية لا تتطلب خبرة، فكل ما تحتاجه هو إرسال صورة أو فيديو واختيار خيارات التعديل.
من المقلق أن بعض الأشخاص يستخدمون هذه التقنية لتعديل صور أطفال دون سن البلوغ، مما ينتهك حقوق الطفل.
لماذا لا تُغلق هذه البرمجيات وتُلاحق؟
منصات مثل تويتر تسمح بالصور الجنسية، وتتيح للمطورين إنشاء روبوتات (Bots) تحول الصور إلى صور عارية تلقائيًا في لحظات.
التزييف العميق لا يقتصر على الصور والفيديوهات، بل يمكن أن يجعل الشخص يبدو وكأنه يتحدث بكلمات لم يقلها. برمجيات تقليد الصوت تزيد من واقعية هذه الفيديوهات.
هذا المقطع على يوتيوب يوضح كيف تم التلاعب بشخصية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من حيث الصورة والصوت.
لماذا يتوفر هذا التطبيق مجانًا على الإنترنت؟
يُعتمد نموذج "freemium" في هذا التطبيق، حيث يوفر ميزات مجانية محدودة وميزات متقدمة مدفوعة. ساعد هذا النموذج تطبيقات مثل فورتنايت وببجي على الانتشار.
يمكن للمستخدمين إرسال ما يصل إلى خمس صور يوميًا مجانًا، بينما تشمل الميزات المدفوعة إرسال صور متعددة، تخطي قوائم الانتظار، وإزالة العلامات المائية من الصور الإباحية.
يفتح هذا الروبوت آفاقًا لتزوير خطير، مثل تزوير حملات انتخابية، مما قد يؤدي إلى نتائج مدمرة.
شخصيًا، أتوقع استخدام هذه التقنية في الإعلانات مستقبلًا، مثل رؤية ألبرت أينشتاين في إعلان تلفزيوني.
ما توقعاتك؟ شارك رأيك في التعليقات، ولا تنسَ مشاركة المقالة مع أصدقائك.